مانشيني والمنتخب السعودي- تخبط مدرب ورحيل وشيك ضرورة

المؤلف: سلطان الزايدي11.14.2025
مانشيني والمنتخب السعودي- تخبط مدرب ورحيل وشيك ضرورة

الحديث المستفيض عن المنتخب السعودي تحت قيادة المدرب الإيطالي «مانشيني» وصل إلى حد الإشباع، حيث أدلى الجميع بآرائهم ووجهات نظرهم المتنوعة. أزعم بأنه لم تعد هناك زاوية خفية أو تفصيلة دقيقة تتعلق بهذا المدرب أو منهجه التدريبي مع المنتخب الوطني لم يتم تناولها أو تحليلها بعمق. ومع ذلك، يبقى هناك هاجس يراودنا جميعًا، ألا وهو: أن يتبنى «مانشيني» قناعة مفادها أن العمل مع الكرة السعودية يقل عن طموحاته وتطلعاته، وأن وجوده هنا لا يعدو كونه فرصة لجني الأموال فحسب، دون أن يقدم الإضافة الفنية المأمولة والمنشودة – هذا إذا كان يمتلك بالفعل ما يثري كرة القدم السعودية ويطورها. هذا الجانب المعتم من شخصية «مانشيني» يثير قلقًا بالغًا في نفوسنا، ويتجلى ذلك بوضوح في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها قبيل وبعد كل مباراة، حيث يظهر جليًا أسلوب التعالي والتبريرات الواهية التي يسوقها لتفسير الأداء الفني المتدني الذي يقدمه المنتخب السعودي منذ توليه زمام الأمور. هذا يكشف لنا حقيقة هذا المدرب، فـ«مانشيني» يمر بتجربة عصيبة في مسيرته المهنية مع المنتخب السعودي، وذلك لعجزه عن تقدير حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، والمتمثلة في الارتقاء بمنتخبنا الوطني بالشكل اللائق والمناسب، ورد الجميل للثقة الغالية التي أولاها له المسؤولون عندما كلفوه بتدريب المنتخب. من الواضح أنه يعيش حالة من التخبط والارتباك، وسوء التصرف، سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، فالنتيجة واحدة، ولا يمكن أن تجد مواطنًا سعوديًّا واحدًا يتعاطف معه أو يبرر له أخطاءه، فالأحداث المتلاحقة التي كان سببًا مباشرًا في إثارتها تترك انطباعًا سلبيًّا للغاية، ولا تبعث على التفاؤل بمستقبل مشرق لمنتخبنا تحت قيادته، خاصة في هذه المرحلة المفصلية التي تتطلب منا التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026. لذلك، يتحتم على اتحاد الكرة أن يدرس هذا الملف بعناية فائقة خلال هذه الفترة، وأن يتخذ قرارًا سريعًا وحاسمًا بشأن هذا الأمر، فالتاريخ يشهد أن المدربين الإيطاليين لم يحققوا النجاح المنشود مع الكرة السعودية، ولا أعتقد أن «مانشيني» سيكون أفضل حالًا ممن سبقوه في هذا المضمار. بناءً على ذلك، واستنادًا إلى جميع المعطيات الفنية والمعنوية المتوفرة، فقد حان الوقت لرحيل المدرب والبحث عن بديل آخر كفء، يمتلك الطموح والرغبة في تقديم عمل يرقى إلى مستوى سمعة منتخبنا العريق.

الخيارات المتاحة وفيرة ومتنوعة، وإذا لم يتمكن اتحاد الكرة من إيجاد خيارات أوروبية ذات كفاءة عالية، فإنه يمكننا الاعتماد على مدرب وطني يمتلك سجلًا تدريبيًّا حافلًا بالإنجازات، وقادرًا على قيادة المنتخب في هذه المرحلة الصعبة، وعبور هذه التصفيات بنجاح من أجل ضمان التواجد في نهائيات كأس العالم 2026. وبعد ذلك، يمكن التعاقد مع مدرب عالمي من الطراز الرفيع.

إن أكثر من 20 مليون مواطن سعودي يعشقون المنتخب السعودي ويعتبرونه جزءًا لا يتجزأ من حياتهم، واعتادوا على رؤيته يشارك في نهائيات كأس العالم. وإذا ما فقد المنتخب هذه الفرصة، فإن حناجرهم لن تصدح بالفرح، ولن يشعروا بمتعة مشاهدة كأس العالم ومنتخبهم غائب عن هذا المحفل العالمي.

ودمتم في أمان الله وحفظه،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة